مجدي شلبي يكتب:
الثورة لم تنته بعد...
الثورة لم تنته بعد...
الثورة في حالة اندفاعها الشديد نحو تغيير النظام... ما تلبث أن تجد نفسها في مفترق طرق: طريق يؤدى إلى تغيير النظام السياسي، و طريق يؤدى إلى تغيير النظام الاقتصادي، و طريق يؤدى إلى تغيير النظام الاجتماعى... إلخ.
و بغير اختيار تبدأ الثورات بالسير في الطريق السياسي أولاً، باقتلاع رأس النظام و بطانته، باعتبارهم أصل الداء و سبب البلاء، حماة الفساد و رمز الاستبداد...
و لأن فلول النظام البائد يملكون القدرة على تغيير جلودهم فيتغلغلون في المجتمع، و ربما يركبون موجة المد الثوري أيضاً؛ فيصعب اكتشافهم، و يصعب استبعادهم من خطة التغيير، التي لو دخلوا فيها لأفسدوها عامدين متعمدين؛ بغية استعادة (مجدهم) القديم!.
و لن أخوض فيما اختلفت عليه القوى السياسية من توصية لجنة الوفاق القومي، بمنع قيادات الحزب الوطني من ممارسة العمل السياسي و العام لمدة 5 سنوات على الأقل... فالجميع يعرف أن الحزب الوطني المنحل هو عدو الثورة الأول، و هو لم يفسد الحياة السياسية فقط على مدى العقود الماضية، بل أفسد الحياة بمجملها سياسياً و اقتصادياً و اجتماعياً و ثقافياً و صحياً... و هلم جرا.
و حتى لا يشغلنا السير في درب السياسة عن باقي الدروب و جبت الإشارة إلى ضرورة الالتفات إلى القضايا الاقتصادية و الاجتماعية... حتى يشعر المواطن البسيط بما حققته الثورة من تغيير على واقعه المعيشي، و حتى لا يستغل البعض أزمات اقتصادية مفتعلة في التأثير عليه...
و لقد آن الأوان أيضاً لاجتثاث فلول النظام الفاسد، القابع في بعض الدوائر الحكومية حتى الآن، كي يشعر المواطن بنتائج الثورة التي حلم بها، و ساهم فيها، و ضحى من أجلها...
فإذا انتقلنا إلى تأثير الثورة على سلوكياتنا، وجدنا أنها تجلت في أعظم صور التآخى و التلاحم و الإيثار في ميدان التحرير، و في غيره من الميادين، في ظل زخم نضالي سلمي اتسم بوحدة الهدف و المصير...
غير أن اللافت للنظر و الأدعى للحذر هو أن المد الثوري ما زال بعيداً عن سلوكيات البعض، و التى لا تتوافق تصرفاتهم و أفعالهم مع عظم إنجازات تلك الثورة الشعبية الفريدة...
و ليعلم كل من يخلف موعداً، أو يتقاضى رشوة، أو يهدر مالاً عاماً، أو يكذب، أو يسرق، أو يظلم، أو ينافق، أو ينصر ظالماً، أو يستقوي على ضعيف، أو يماري في الحق... أن الثورة لن تنتهي قبل أن تغير نهج السلوكيات الخاطئة أيضاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ نُشر مقالي هذا في جريدة اليوم السابع بتاريخ الإثنين 13 يونيو 2011 رابط: